دليل الوالدين لتعويد الطفل على الصيام في رمضان | متى وكيف نبدأ؟

تعويد الطفل على الصيام منذ الصغر تربية روحية وجسدية للطفل وليست عادة أو تدريب تساعد الطفل أن يكون قوي الإرادة وتبني شخصيته بطريقة سليمة صحيحة لا اعوجاج فيها، كذلك له عدة فوائد أخرى.

وكما يقولون أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فإن تعويد الطفل على الصيام في سنه الصغير يجعل الطفل أكثر قابلية للتعليم والتأثير والمحاكاه، لذلك على الآباء والمربين تدريب أطفالهم على الطاعات مثل الصلاة والصيام والزكاة في سنهم الصغير.

فوائد الصيام للأطفال 

للصيام فوائد متعددة ومتنوعة على صحة الطفل وأخلاقه وله أيضا فوائد روحية  فهو لا يختلف كثيرا عن الكبار وفوائده كالآتي:

أولا الفوائد الجسدية لتعويد الطفل على الصيام

1- يساعد الصيام الجسم على استعادة نشاطه ويمنحه القوة والنشاط.

2- ينظف الصيام الجسم من السموم والدهون المتراكمة التي تكونت على مدار عام كامل.

3- يعزز صحة أجهزة الجسم مثل البنكرياس الذي يقوم بدوره في ضبط مستوى السكر في الدم.

4- يساعد الجهاز الهضمي على تحسين مستوى الهضم والامتصاص.

5- يقي الجسم من الإصابة بأمراض القلب الخطيرة حيث يقلل نسبة الكوليسترول في الدم.

ثانيا الفوائد التربوية لتعويد الطفل على الصيام

1- يغرس الصيام  خلق المراقبة والصبر والاستقامة لدى الطفل.

2- تعويد الطفل على الصيام منذ الصغر يعوده على النظام والطاعة والالتزام ، لأن العبادات تأتي في أوقات محددة تخضع لنظم ثابتة.

3- يتعود الطفل على الأمانة في أمور حياته كلها، ﻷن الصوم تربية للضمير يحرص الصائم فيه على مرضاة ربه في الأحيان والأحوال كلها.

4- يشعر الطفل الصائم بمساعدة الفقير المحتاج وتذكيره بضرورة مساعدته وتربى مشاعره على الإحساس بآلام غيره فيسعى إلى مواساته ومساعدته.

ثالثا الفوائد الروحية والنفسية لتعويد الطفل على الصيام

1- يشعر الطفل بالراحة النفسية والاطمئنان واستشعار نعم الله وفضله.

2- يجعل الطفل يشعر بالإقبال على الله وحب الطاعة والترفع عن الأذى.

3- يجعل الطفل يبعد عن الشر ويكون حريص على فعل الخير بألوانه وصوره المختلفة.

متى يبدأ الطفل في الصيام؟

لا يمكن إعطاء سن معينة للطفل للبدء في الصيام، ﻷن الأمر يتعلق ببنية الطفل الجسمية وقدرة تحمله على الجوع والعطش، لكن يمكن تدريبه على الصيام بالتدريج ولا ترغم الطفل ابدا على الصيام.

ما هي العلامات التي تدل على استعداد الطفل للصيام؟

تختلف من طفل إلى الثاني حيث تعتمد على القدرة الجسدية والنفسية للطفل وإليك بعض علامات تدل على استعداد طفلك للصيام إذا وجدتها عليك البدء معه بالتدريج والتشجيع المستمر.

1- القدرة على التحكم في الجوع والعطش

تعتمد على قوة تحمل الطفل في البقاء لفترات طويلة دون تناول الطعام والشراب دون الشعور بالإرهاق والتعب الشديد.

2- إدراك معنى الصيام وأهميته

إذا أصبح الطفل يعي مفهوم الصيام والغاية منه ولماذا نصوم، أي لا يقلد الكبار فحسب وذلك من خلال شرح مبسط للطفل عن مفهوم الصيام وأهدافه.

3- تمتع الطفل بصحة جيدة

تعويد الطفل على الصيام يبدأ عندما يكون طفلك بصحة جيدة لا يعاني من مشاكل صحية مثل السكري أو فقر الدم أو مشاكل أخرى تؤثر على قوة تحمله على الصيام.

4- التحمل النفسي وعدم التذمر

كلما كان الطفل أكثر صبرا ولا يتذمر من أقل الأشياء مثل عند شعوره بالجوع والعطش فإن نسبة تعويد الطفل على الصيام تكون أسهل ويكون أكثر التزاما بالصيام.

5- إظهار رغبته الشديدة في الصيام

عندما يبدأ الطفل في إظهار رغبته الشديدة في الصيام مثل أبويه وإخوته، فهذا مؤشر جيد على استعداده لخوض تجربة الصيام الجزئية أولا ثم يصل بالتدريج إلى الصيام الكامل.

كيفية تعويد الطفل على الصيام

يبدأ تعويد الطفل على الصيام تقريبا من سن 5 إلى 8 سنوات حسب بنية الطفل كما ذكرنا سابقا، ويبدأ بالصيام الجزئي ثم يصل بالتدريج إلى الصيام الكامل كالآتي:

1- الصوم الجزئي

 كأن يتعود الطفل الإمساك عن الطعام بضع ساعات مثلا 4 ساعات ثم 6 ساعات ثم إلى منتصف النهار أو إلى العصر، حتى إذا قوي على ذلك واعتاده انتقل إلى مرحلة تالية.

2- التدرج في الصوم

يبدأ الصوم ليوم كامل ثم يفطر أياما ويزيد أيام صومه بعد ذلك تدريجيا وهكذا.

3- تجنب صيام الأيام شديدة الحرارة

يمنع الطفل في البداية من صيام الأيام شديدة الحرارة ﻷن ذلك يعرض جسمه للجفاف يؤثر على صحة الجسم ويعرضه لمشاكل صحية.

4- عدم الإفراط في النشاط والحركة

ينصح بعدم ممارسة الرياضة أو الإفراط في الحركة أثناء الصيام لتجنب الجوع والعطش والتعب أثناء الصيام.

5- الاهتمام بوجبة السحور

إيقاظ الطفل لتناول وجبة السحور والاهتمام بالطعام المرطب الذي يحتفظ بالماء لفترة طويلة.

طرق تشجيع الطفل وتحفيزه على الصيام

شهر رمضان فرصة عظيمة لتعويد الطفل على الصيام وعلينا أن نستغله في غرس القيم الإيمانية وجعلهم يعيشون روح التحدي ببعض التحفيزات كالآتي:

1- جدول النجوم والمكافآت

اصنع لابنك جدول وقم بتعليقه على الحائط، يحتوي الجدول على أيام رمضان يضع الطفل نجمة في كل يوم يصوم فيه ثم يحصل على مكافأة على عدد الأيام التي صامها أو صام جزء منها.

2- صندوق المكافآت

يتم تجهيز صندوق مليئ بالهدايا والألعاب والحلوى وفي كل يوم يصوم الطفل فيه أو يصوم جزء منه يفتح الصندوق ويحصل على مكافأة منه.

3- حكايات عن البطل الصائم

أروى لطفلك قصص وحكايات عن أطفال صاموا رمضان و عاشوا التجربة الرائعة أو قصص تحكي فضل رمضان.

4- إفطار اليوم من اختياره

امنحيه فرصة أن يختار إفطار اليوم كما يريد بعد الصيام مكافأة له على الصيام.

5- تحديات الصيام

ابتكري تحديات بينه وبين إخوته مثل من يصوم دون تذمر ويحسن سلوكه طول اليوم يحصل على جائزة أو من يساعد في الإفطار وهكذا.

التغذية السليمة للأطفال الصائمين

على الأم أن تهتم بتغذية طفلها أثناء الصيام حتى يتقوى على الصيام سواء كان صيام كامل أو جزئي ولا تتأثر صحته سلبا كالآتي:

1- أهمية وجبة السحور

يجب أن يستيقظ الطفل ويتناول وجبة السحور.

تأخير وقت السحور قدر المستطاع عملا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم.

يجب أن تحتوي الوجبة على الألبان مثل الحليب أو الزبادي أو البيض والكثير من الفواكه والخضروات لاحتوائها على الكثير من الماء.

الاهتمام بشرب الماء بكميات مناسبة وعلى فترات متتالية.

البعد عن الطعام المالح وكثير التوابل الذي يحتاج المزيد من الماء.

2- وجبة الإفطار

التعجيل بوجبة الإفطار وكسر الصيام بالتمر أو الرطب أو الماء.

يجب أن تحتوي الوجبة على البروتين المتمثل في اللحوم أو الدجاج أو الأسماك والنشويات مثل الأرز والمكرونة والخضروات والفواكه والدهون.

لا ينصح بشرب العصائر السكرية والماء المثلج على معدة فارغة حتى لا يتسبب في عسر الهضم.

البدء بالشوربة حتى تتنبه المعدة و تتهيأ للطعام.

شرب كمية كافية من الماء على فترات مختلفة.

كيفية التعامل مع الطفل أثناء الصيام

تعويد الطفل على الصيام يتطلب متابعة الطفل لفترات كبيرة حتى لا يبذل مجهود كبير يرهقه أثناء الصيام للحفاظ على صحته ايضا، كما يجب على الآباء تشجيع الطفل باستمرار وعدم إجباره على الصيام.

علامات الإرهاق التي تستدعي كسر الصيام فور ظهورها على الطفل

هناك علامات إذا ظهرت على الطفل أثناء الصيام يجب كسر صيامه فورا كاﻵتي:

1- الإرهاق والعطش شديد.

2- علامات الهبوط مثل الدوخة والتعرق.

3- التنفس السريع و الرعشة في اليدين.

أخطاء يجب تجنبها عند تعويد الطفل على الصيام

1- إجبار الطفل على الصيام قبل أن يكون مستعدا نفسيا وجسديا.

2- عدم الاهتمام بالتغذية السليمة للطفل أثناء الصيام.

3- إهمال وسائل التحفيز واستخدام العقاب بدلا منه.

الخاتمة

إن تعويد الطفل على الصيام تجربة روحانية ممتعة للأطفال، تسير وفق جدول تدرج وليس إجبار يتعود فيها الطفل على الصيام تدريجيا يوما بعد يوم ويمكن أن يستمر الأمر إلى سنوات في كل رمضان يتعلم الطفل قيمة الصيام والغرض منه يمارسه مع الأسرة بقدر الإمكان.