القائمة الرئيسية

الصفحات

التربية الصحية للأطفال أساس النمو السليم والنجاح المستقبلي

 

الصحة هي المحرك اﻷساسي لحياة الإنسان لتأدية واجباته الدينية والاجتماعية، لذلك حرص الإسلام على التربية الصحية للأطفال وأوجب على الآباء والمربين مسؤولية الاهتمام بصحة اﻷبناء وتنشئتهم وفق القواعد الصحية السليمة.


ولكي يتمتع اﻷطفال بقوة الجسم مع سلامة العقل فإن التربية الصحية للأطفال تشمل التربية العقلية والبدنية أيضا لما بينهما من ارتباط وثيق، فحينما نتحدث عن البدن فليس المقصود عضلات وحواس ولكن نقصد الطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم المتمثلة في المشاعر والانفعالات والدوافع الفطرية.


التربية الصحية للأطفال


ما هي التربية الصحية للأطفال؟


هي عملية توجيه وإرشاد الأطفال إلى العادات والسلوكيات الصحيحة التي تعزز صحتهم الجسدية والنفسية والاجتماعية أيضا، كما تهدف إلى تحقيق نمو سليم يساعدهم على العيش السليم في مختلف مراحل العمر دون التعرض ﻷمراض أو مشاكل صحية خطيرة بسبب العادات السيئة مثل السمنة عند الأطفال.


ما هي أسس التربية الصحية للأطفال ؟


تغطي التربية الصحية لللأطفال عدة جوانب مثل التغذية السليمة والنشاط البدني والنظافة الشخصية والوقاية من الأمراض ولا ننسى دعم الصحة النفسية للطفل والاجتماعية أيضا ، وقد حدد الإسلام المنهج والأسس العلمية للتربية الصحية للأطفال وبين خطوات تنفيذها كالآتي:


- البعد الجسدي 


الاهتمام ببناء الجسد بطريقة صحيحة من تغذية ونشاط بدني ورعاية صحية للحفاظ على صحة الطفل وحماية جسده الصغير من التعرض للأمراض كالآتي:


1- التغذية السليمة


الغذاء هو المقوم الرئيسي للتربية البدنية والتربية الصحية للأطفال، لذلك وجب على اﻵباء توفير الغذاء الحلال الطيب، المفيد للجسم، النظيف من الملوثات، الشهي المقبول عند النظر إليه، وأن تكون الوجبة متكاملة غنية بالبروتينات والمعادن والفيتامينات التي تمدهم بالطاقة وتحافظ على قوة أبدانهم، وتقليل السكريات والدهون غير الصحية لتجنب زيادة الكوليسترول في الدم.


وكذلك تعليم الطفل الحفاظ على الآداب الغذائية مثل عدم الإسراف في الأكل والشرب، وتنظيم مواعيد الطعام وعدم تناول الطعام إلا عند الشعور بالجوع لما لذلك من آثار صحية شديدة الفائدة كما بينت الدراسات الحديثة المعنية بالتغذية والصحة.


التربية الصحية للأطفال

2- التربية والنشاط البدني


التربية الصحية للأطفال تصون الجسم وتحميه وخاصة التربية البدنية كما وصانا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في قولته المشهورة "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" ومن صور التربية البدنية ما يلي:


-تشجيع الطفل على الحفاظ على لياقته البدنية وعدم الكسل والخمول لحرق الدهون الزائدة عن حاجة الجسم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

- تجنب الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات أو الألعاب الإلكترونية وتنمية التذوق وغرس الصفات الايجابية الحميدة مثل صفة التعاون.

-تقدير نعمة الصحة والعافية الذي لا يستطيع تقديرها إلا الذي فقدها ﻷن الصحة تاج فوق رؤوس اﻷصحاء لا يراه إلا المرضى.

-ضرورة رعاية الجسد فهو نعمة من الله علينا أن نصون هذه النعمة بقوة الغذاء المتوازن.

-أهمية تنمية طاقات هذا الجسد بالرياضة والتدريب والاعتدال في الأكل والشرب والنوم.


3- الرعاية الصحية والوقائية


الرعاية الصحية والوقاية ليست الحفاظ على الطفل من الأمراض فقط ولكنها تشمل النظافة وإضفاء العطف والحنان والشفقة على الطفل ﻷن الطفل يبكي من الحرمان العاطفي كما يبكي من الجوع والمرض.


كذلك الوقاية تأتي بتبصير الطفل بالأمراض المختلفة وأسبابها وتنفيره من القذارة وإلزامه بالسلوك الصحي وفقا للوعي والمعرفة الصحية والتربية الصحية للأطفال في البيت والمدرسة والمجتمع.


ومن أهم نقاط الرعاية الصحية والوقائية التي ترتكز عليها التربية الصحية للأطفال هي النوم الصحي المنتظم للطفل الذي يبدأ مبكرا ويستيقظ مبكرا محافظا على عدد ساعات كافية ومنتظمة للنوم، هذا النظام له فوائد عديدة على الصحة وتقوية المناعة والوقاية من الأمراض والنشاط والحيوية والتركيز الواضح على الطفل طوال اليوم.


ومن أسس التربية الصحية للأطفال في سن البلوغ توضيح الأضرار الناتجة عن المحرمات مثل أكل لحم الخنزير والتدخين والمخدرات وشرب الخمر وتأثيرها على عقل الإنسان ونفسيته وربطها بالطب الحديث والأخطار التي تعود على فاعلها، كذلك أخطار الزنا والأمراض التناسلية والشذوذ الجنسي وما إلى ذلك من محرمات تغير فطرة الله التي فطر الناس عليها، وكل هذا يأتي تباعا للتربية الإيمانية للطفل منذ الصغر.


التربية الصحية للأطفال


4- النظافة الشخصية


الاهتمام بنظافة الطفل وتعليمه النظافة الشخصية، حيث أن النظافة جعلها الإسلام شطر الإيمان، لذلك على الأسرة أن تهتم بتعليم الطفل غسل اليدين قبل اﻷكل وبعده، وتوعيتهم بأهمية الاستحمام والحفاظ على النظافة الشخصية والنظافة العامة مثل نظافة البدن والثياب والمظهر الحسن وهكذا.


 وسوف نركز هنا على نظافة الأسنان لما لها من أهمية بالغة في الوقاية من الأمراض وقد أوصانا بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وﻷنها هي سبيل المضغ الجيد للطعام وبالتالي تسهيل عملية الهضم في المعدة، ولهذا السبب علينا الاهتمام بنظافة الأسنان للحفاظ عليها من الالتهابات والتسوس والفقد.


باستخدام السواك أو الفرشاة يعني التنظيف الشامل للأسنان، وحفظ لمعان الأسنان ومنع التسوس وترسيب الفضلات من الطعام والتخلص من أي إفرازات عالقة بين الأسنان والأكثر من ذلك كالآتي:


1- ضرورة العناية اليومية بنظافة الأسنان لوقايتها ووقاية الجسم من الأمراض مثل أمراض القلب ومضاعفات الحمل والولادة المبكرة.

2- ضرورة مراجعة طبيب الأسنان عند شعور الإنسان بأي ألم أو وخز أو تورم في اللثة.

3- ضرورة مراجعة الاختصاصي دوريا على الأقل مرة واحدة كل عام حتى لو لم يشك من أي عارض.

4- ضرورة الاهتمام بلأسنان الطفل منذ فترة التسنين عند الأطفال.


5- النظافة العامة


النظافة العامة تلعب دورا حيويا في الحفاظ على التربية الصحية للأطفال حيث تعزز مناعته وتعلمه عادات صحية منذ صغره، إليك بعض النصائح لضمان النظافة للطفل:


1- غسل اليدين بالماء والصابون عند استخدام الحمام وبعد اللعب وعند لمس الحيوانات.

2- الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة مثل أماكن لعب الأطفال وتهوية الغرف وتنظيف الأثاث بشكل دوري.

3- العناية بنظافة الجسم مثل تشجيع الطفل على الاستحمام بانتظام.

4- نظافة الأدوات الشخصية مثل الفرشاه زجاجة الماء والمنشفة والفراش.

5- التوعية بأهمية النظافة مثل استخدام الصور والقصص لتعليم الطفل اهمية النظافة وتأثيرها على صحته.


التربية الصحية للأطفال

 

6- قيمة اللعب على شخصية الطفل


للعب قيمة متكاملة على شخصية الطفل من جميع النواحي التربوية وخاصة التربية الصحية للأطفال كالآتي:


1- قيمة جسدية من خلال اللعب الحركي الذي ينمي عضلات الطفل.

2- قيمة تربوية من خلال التعرف على محيطه والتكيف معه.

3- قيمة اجتماعية من خلال التفاعل مع الآخرين.

4- قيمة إبداعية من خلال إبراز مواهب الطفل وقدراته الشخصية وقوة التعبير.

5- قيمة علاجية فهو يحرر العقد المكبوتة ويفرزها ويحول الغرائز نحو الإشباع السليم.

6- قيمة خلقية فهو يعلم ضبط النفس ومفاهيم الخطأ والصواب والتعاون الجماعي والنظام.


-البعد النفسي


1- تعزيز الثقة بالنفس


تعليم الأطفال كيفية التعبير عن مشاعرهم الإيجابية والسلبية كذلك، بطريقة صحيحة وإعطائهم الفرصة والسماح لهم بالتعبير عن رأيهم حتى لا نجد جيل جديد نعاني معه في تصحيح سلوك العناد والعصبية. تقديم الدعم المعنوي الدائم للأطفال وتشجيعهم على تطوير إحساسه بالإنجاز فهذا له دور كبير في بناء شخصية الطفل.


2- إدارة التوتر والقلق


الحفاظ على الطفل من الجو الأسرى المشتت غير المستقر الذي يؤثر على نفسية الطفل ولا يحقق التربية النفسية الصحيحة للطفل ووجوب توفير بيئة أسرية مستقرة داعمة نفسيا وعقليا لتحقيق التربية الصحية للأطفال.


-البعد الاجتماعي


تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين بأدب واحترام، وإكسابهم مهارات التواصل الفعال لتكوين علاقات صحية مع أقرانهم وزملائهم، كذلك العمل على غرس القيم والمبادئ الأخلاقية مثل الصدق والتعاون، والاهتمام بتعليمهم اتخاذ القرارات الصحيحة في المواقف المختلفة.


الخلاصة


أن التربية الصحية للأطفال تعد عاملا بناءا يؤثر على شخصية الطفل ويبني شخصيته ومستقبله، يزيد الثقة في نفسه أمام أقرانه والآخرين، لذلك وجب على كل أب أن يهتم بصحة أبناءه يعلمهم كيف أن الجسد أمانة من الله علينا أن نحافظ عليه بالنظافة والرياضة والغذاء السليم ﻷن الثلاثة عناصر مكملة لبعضها ولا يمكن الحصول على صحة سليمة بالحفاظ على عنصر دون الآخر.    


author-img
الحساب الرسمي للكاتبين الغير اساسيين في المدونة.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

أكتب رأيك في الموضوع.

التنقل السريع