أثبتت الدراسات أن 85 ٪ من النجاح الذي يحققه الفرد في عمله وحياته يعتمد على مهارات التواصل الفعال، حيث أصبحت مهارات التواصل الفعال من الأساسيات التي تحتاجها للتعامل والتفاهم والتعاون مع الشخصيات المختلفة في البيئات المختلفة مثل بيئة العمل والدراسة والمجتمع أيضا، وهو من أهم الصفات والمهارات التي يجب أن يتحلى بها الذين يطمحون إلى بناء علاقات مهنية إيجابية جديدة.
تفتح لهم آفاق ويبحثون عن تطوير الذات والنجاح في أي مكان وضعوا فيه خاصة في التطور التكنولوجي السريع الذي نشهده في العصر الحالي.
ما هو التواصل الفعال؟
التواصل الفعال هو المفتاح الحقيقي لنجاح الفرد أينما كان، فهو تواصل بين شخصين أو أكثر ليس لتبادل معلومات أو إجراء حوار عابر فقط، ولكن هو فهم غير لفظي لمشاعر وحركات وسكنات وإيماءات الطرف الآخر وكذلك لغة الجسد بل يتعدى إلى فهم ما يفكر به ومقصده من الكلام الذي ينطق به. وهذا المستوى لن تستطيع الوصول إليه قبل أن تتواصل مع ذاتك، ويأتي التواصل مع الذات خطوة ثانية بعد حب الذات.
وحب الذات لا ينتمي للمعاني التي أتت في ذهنك الآن من أنانية وتكبر وبخل، هذه الصفات ارتبطت بالخطأ في أذهان الناس بحب الذات، لذلك أقدمت على كتابة هذا المقال أوضح فيه أهمية مهارات التواصل الفعال وكيف تكتسبها وتمارسها وما هو الخطأ الذي يظنه البعض عنها.
الفرق بين التواصل الفعال والتواصل غير الفعال العادي أو الإتصال
هناك بعض الفروق بين التواصل الفعال وغير الفعال نوضحها في المعنى وبعض الأمثلة عليها كاﻵتي:
1- التواصل الفعال
يعتمد وجود التواصل الفعال على وجود تفاعل بين شخصين سواء كان هذا التفاعل لفظي وغير لفظي أي بلغة الجسد وتعبيرات الوجه يتمثل التواصل الفعال في وجود طرفين يتفاعلون معاً مثل المدرس والطالب في المدرسة أو الزملاء معاً حيث يكون هناك تبادل للأفكار ووجهات النظر واﻻراء.
أمثلة واقعية للتواصل الفعال
توجد العديد من الأمثلة التي نتعرض لها في حياتنا اليومية تتطلب التواصل الفعال بين الأطراف لتوصيل المعلومة بوضوح وكل هذا يتطلب مهارات التواصل الفعال.
1- التواصل بين المتحدث الذي يؤثر على جمهوره بأسلوبه الماهر وبلغة جسده فيجعل الجمهور يتواصل معه بفاعلية.
2- المدرس في المدرسة وفي الجامعة عند شرح الدروس المختلفة فلابد من تواصل فعال.
3- الموظف مع زملائه في العمل ومع مديره يحتاج ذلك تواصل فعال بينهم لإيضاح الفكرة وتوضيح استراتيجية العمل وهذا أيضا يدل على مهارة الموظف وامتلاكه مهارات التواصل الفعال.
2- التواصل غير الفعال (اﻹتصال)
أما التواصل غير الفعال أو الإتصال فإنه يعتمد على التفاعل من ناحية شخص واحد أو من طرف واحد يتمثل في مشاهدة أحد الأفراد لبرامج التلفاز، تكون عملية الاتصال هنا غير تشاركية لا يوجد تفاعل وتواصل بين الطرفين ولكن يوجد اتصال فقط.
ومن ناحية الأهمية فإن الإتصال لا يقل أهمية عن التواصل الفعال ﻷنه أساس التواصل وبدونه لا يتم التواصل ﻷن الإتصال يجب أن يأتي أولا حتى يتم التواصل.
ما هي أهمية مهارات التواصل الفعال؟
مهارات التواصل الفعال لها أهمية قصوى في التسارع والتطور التكنولوجي والفوز في سوق العمل والتنافس للحصول على الأهداف العالية والوصول إلى المراكز المرموقة ومن أهمية مهارات التواصل الفعال ما يلي:
1- زيادة التفاهم وتبادل وتوصيل المعلومة بوضوح وبشكل أفضل بين أعضاء الفريق الواحد أو زملاء العمل، تخلق تماسك بين أعضاء فريق العمل وتوحد الجهود فتحقق المزيد من النجاحات والأهداف.
2- بناء الثقة والولاء في بيئة العمل وبين الأفراد وتبادل الاحترام ونمو العلاقات.
3- تقليل النزاعات والتوتر بين الأفراد بشكل بناء وتحسين التفاهم والاحترام.
4- زيادة الإنتاجية وتحسين العمل الجماعي والولاء والانتماء للمجموعة ويزيد التعاون بين فريق العمل وتزيد الكفاءة.
5- بناء علاقات جديدة وقوية ومستدامة.
6- حل المشكلات بسهولة واتخاذ القرارات بصورة سريعة وصحيحة.
7- مهارات التواصل الفعال ضرورة لتغيير السلوك الفردي والجماعي وتوجيه الأشخاص والأبناء إلى السلوك الإيجابي.
أساسيات التواصل الفعال | ما هي مهارات التواصل الفعال؟
تضم عدة مبادئ ومهارات تطوير الذات أولها الاستماع الفعال أي الإنصات للمتحدث وفهم واستيعاب ما يقوله الآخرون لمعرفة كيفية الرد والتواصل معهم، كذلك القدرة على التعبير عن المشاعر باستخدام تعبيرات الوجه ولغة الجسد وكيفية صياغة الردود بوضوح ودقة لتصل إلى المتلقي بسهولة دون تعقيد إليك مهارات التواصل الفعال مفصلة:
1- مهارات الاستماع الجيد (الإنصات)
الاستماع الفعال أو الإنصات هو أحد مهارات التواصل الفعال وهو يعني إيداع قلبك وعقلك للمتحدث، تنظر في عينيه وتفهم كل مايقول وتستوعب جيدا حتى تتمكن من التحدث معه والرد عليه.
2 - إدارة وتنظيم الوقت
إدارة وتنظيم الوقت مهارة مهمة جداً من مهارات التواصل الفعال تمكنك من العمل بذكاء وجهد أقل ووقت محدود والنتيجة تكون زيادة الإنتاجية وتنظم حياتك المهنية والشخصية وتستطيع تحديد الأولويات وجذب الفرص من خلال توفير الوقت واستخدامه في كل شئون حياتك.
3- مهارة حل المشكلات والتفكير النقدي
مهارة أساسية من مهارات التواصل الفعال لأنها دليل نجاح الشخص في الحياة الشخصية والمهنية، وتعتبر مهارة حل المشكلات مهمة في تعزيز العلاقات وتحسين وضع الحلول لتجاوز الأزمات وحل الخلافات يستطيع الفرد حل المشكلات التي يتعرض لها في اليوم العادي ويوم العمل بالتفكير النقدي الذي يحفز اتخاذ القرار الصحيح.
4- الثقة بالنفس
الثقة بالنفس لها دور فعال في مهارات التواصل الفعال وترتبط بشكل كبير بحب الذات وتقدير الذات وهي تظهر في التحدث بثبات ووضوح وتغيير نبرة الصوت أثناء التحدث لتواكب الموقف المتعلق بالحديث وكذلك لغة الجسد وتعبيرات الوجه والثبات الإنفعالي وتقبل النقد وردود الأفعال تجاه الآخرين في المواقف المختلفة.
5- الوعي والتفكير الجيد وإيصال الفكرة بشكل أفضل
التفكير الجيد وحل محل المتحدث ومعرفة كيف يفكر والوعي في الردود واختيار الوقت المناسب لإيصال الفكرة بصورة كاملة وشكل أفضل مع اختيار الكلمات والعبارات التي تؤدي نفس الغرض.
6- التفاوض والإقناع
مهارة مهمة من مهارات التواصل الفعال وقد انتشرت في الآونة الآخيرة وعظمت أهميتها لدى مقدمي الخدمات والمسوقين والقائمين على العمل الحر لسهولة التواصل بينهم وبين العملاء وإبرام الاتفاقات.
7- إظهار التعاطف
التفاعل مع اﻵخرين وفهم مشاعرهم والتجاوب معهم حسب الحاجة التي يدعو إليها الموقف.
مهارات لتطوير التواصل الفعال
لتطوير أي مهارة بدأت تتعلمها مؤخرا عليك بالممارسة والتطبيق العملي، مارس كل ما يتعلق بالمهارة تلك ستجد نفسك اجتزت الكثير من الوقت وانجزت وتقدمت تقدماً ملحوظاً، ولتطوير مهارات التواصل الفعال عليك القيام باﻵتي:
1- ممارسة التحدث بثقة ووضوح
فهم أن الثقة بالنفس مرتبط بتقديرك لذاتك وليس بتقدير اﻵخرين لك، فلا تقارن نفسك بغيرك ولا تضع نفسك في فجوة الخوف الزائد ولا تضع نفسك في دائرة الشك إن نجحت ولا تظن أن اﻵخرين يشكون بك وبقدراتك.
بالإضافة إلى ذلك لا تخاف من الفشل لأن الفشل بداية النجاح، ولا تناضل من أجل الظهور بصورة مثالية أمام الجميع، ولا تجلد ذاتك باستمرار، ولا تكون مفرط في الكرم للحصول على بعض التقدير، إن فعلت هذا أبشرك بالفوز بالثقة في النفس وهي أولى خطوات اكتساب مهارات التواصل الفعال.
2- تعلم لغة الجسد وتعبيرات الوجه ولغة الإشارة غير اللفظية
لغة الجسد وحدها كفيلة بإيصال الفكرة دون المبالغة في الشرح وكفيلة بإيصال الشعور دون المبالغة في التحدث، تجعلك تفهم من أمامك بسرعة ووضوح، تفيدك في العمل وبين زملائك وفريقك.
3- تعزيز مهارة حل المشكلات بالحوار البناء
عندما توظف الحوار البناء في حل المشكلات فإنك تتمكن من بناء علاقات ناجحة وتواصل مستمر وتجنب الخلافات والأزمات بشكل كبير.
4- تطوير مهارة التفاوض والإقناع
يبدأ بتبادل المعلومات بوضوح بين الأطراف وبدأ الحوار بطريقة غير تصادمية وغير مستفزة للطرف اﻵخر.
أخطاء شائعة في التواصل وكيفية تجنبها
عند التواصل مع الآخرين توجد عدة أخطاء تُعيق فن التواصل الفعال بين الأطراف يفعلها أحد الأطراف دون دراية منه خطورتها على بناء مهارات التواصل الفعال ومن هذه الأخطاء ما يلي:
1- المقاطعة أثناء الحديث
من عادات التواصل الهدامة التي تؤثر على التواصل سلبا، تؤدي إلى النزاع والخلاف وتهدم العلاقات الشخصية وعلاقات العمل أيضا.
2- الافتراضات الخاطئة حول نوايا الآخرين
لا تعتقد أن افتراضك حول نوايا الآخرين هو حقيقة مسلم بها، بل افترض دائما أن ظنك السيء هو الخطأ وأحسن الظن بغيرك تسود المحبة وتنشأ العلاقات السليمة بين الأطراف.
3- استخدام لغة غير واضحة ومعقدة
إن خطرت على بالك فكرة قيمها ثم أعراضها بلغة واضحة وسلسة تمكن الطرف الآخر من الفهم والتجاوب معك بدلاص من استخدام المصطلحات المعقدة التي لا فائدة منها.
4- عدم الاهتمام بالإشارات غير اللفظية
لغة الجسد وتعبيرات الوجه والإشارات جميعها مهمة في بناء مهارات التواصل الفعال عليك التركيز فيها مراعاتها أثناء الحديث.
خطوات عملية لتطوير مهارة التواصل الفعال
- قم بتخصيص وقت يومي لممارسة التواصل الفعال مع الآخرين بوعي وثقة.
- حاول تعلم أذنيك الاستماع أكثر من الكلام.
- أطلب الملاحظات والتعليقات ممن حولك لتحسين أسلوبك وتقبلها بصدر رحب.
- أقرأ الكتب وشاهد فيديوهات تعليمية عن مهارات التواصل الفعال.
الخلاصة
مهارات التواصل الفعال ليست مهارات موروثة ولكنها مكتسبة ويمكنك تطويرها بالممارسة كما ذكر بالمقال، عليك تطبيق هذه النقاط بحرص لكي تكتسب المهارة وتحسن من أسلوب حياتك اليومية وعلاقات العمل وعلاقاتك العامة، ابدأ الآن بخطوات بسيطة ولا تنظر إليها بعين صغيرة ﻷن الجبل الكبير مكون من حصى صغير، وأنت كذلك ستجد تقدم ملموس من تلك الخطوات البسيطة.
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب رأيك في الموضوع.