تربية الأطفال على الأخلاق هي روح الإسلام وروح القرآن، لأن الأخلاق مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالدين، والدين هو مصدر الأخلاق هو من يحدد حسنها وسيئها، محمودها ومذمومها لذلك تأتي الأخلاق في المقام الأول بعد العبادات.
ولأهمية التربية الأخلاقية التي لا تقل أهمية عن الاهتمام بصحة الأبناء ولشدة احتياج الطفل لتربية الخُلق كما يحتاج لقوة الجسم والعقل والعلم وضعنا بين أيديكم هذا المقال.
تعريف التربية الأخلاقية | ما هي الأخلاق؟
الأخلاق هي مجموعة من الصفات الحسنة و التعاليم والمبادئ التي حث الإسلام عليها، والأخلاق تضم كل من الصفات النفسية أو الطباع والسلوك الخارجي أو الآداب والمعاملة.
الهدف من تربية الأطفال على الأخلاق منذ صغرهم
يهتم الآباء بتربية الأطفال على الأخلاق تدريجيا حيث يتم تلقين الطفل طريقة التعامل وكيفية الكلام والطلب لكي تسير حياة الأبناء منذ طفولتهم إلى أن يصبحوا شباب على نظام كالتالي:
1- التربية الخلقية تأتي بعد التربية الإيمانية لتنظم حياة الفرد وعلاقته مع المجتمع ومع الناس بصفة عامة، وكذلك تنظم حياة الفرد مع علاقته بربه سبحانه وتعالى.
2- تساعد على اكتمال توازن شخصية الطفل وتجعل له إرادة صحيحة وهمة عالية.
3- تهذب أخلاق أبنائنا وتربي أرواحهم وتبني عقائدهم وتعودهم على الفضيلة.
الأخلاق الأساسية التي يجب أن يهتم بها المربي في تربية الأطفال على الأخلاق
يبدأ الطفل من سن السنتين في التمييز وتكوين شخصيته، وقد اهتم الإسلام بتربية الأطفال على الأخلاق والاعتناء بهم، حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بمناسبة الأطفال وتوجيههم لفعل الصواب إذا صدر منهم السلوك الخاطيء.
حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم "الزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم" لذلك على الوالدين غرس الأخلاق ومعانيها من خلال القدوة الحسنة والتوجيه والرعاية المستمرة وهذه الأخلاق كالآتي
أولاً: خلق تأديب الطفل | تربية الأطفال على الأخلاق
يبدأ بتلقي الطفل الأوامر ممن حوله أفعل كذا ولا تفعل كذا، ويحتاج الاستمرار في التوجيه والرعاية وتكرار الأمر مرارا وتكرارا دون ملل أو ضجر ليصل إلى الخلق الطيب ويتجنب العناد والعصبية عند الأطفال ومن الآداب المهمة في تربية الأطفال على الأخلاق:
1- الأدب مع الوالدين
يجب تعليم الأطفال أن الوالدين هم سبب وجودهم في الحياة وهم سبب سعادتهم، وبر الوالدين هو أعظم الأعمال بعد أداء الصلاة المكتوبة والبر هو طاعة الأب والأم واحترام كليهما.
لذلك على الأبناء مساعدة الآباء بكافة الوسائل الممكنة من الجهد والوقت والمال، وكذلك التعامل مع الوالدين بأسلوب مهذب، والاستماع لهم والإنصات وعدم الصراخ في وجوههم، والدعاء لهم في الدنيا والآخرة.
2- أدب الاحترام والتوقير
تربية الأطفال على الأخلاق يبدأ بتعليم الأطفال على احترام أنفسهم أولاً لكي يحترمهم الجميع، وأن الإحترام أساس يرتكز عليه الحب، ويتم هذا بمدح السلوك المهذب الصادر من الطفل وتوجيهه للأفضل.
3- أدب الأخوة
تربية الأطفال وتعليمهم حق المسلم على المسلم ومنها التبسم في وجه الآخرين والبدء بالسلام والمصافحة وزيارة المريض وأن يحب لأصدقائه ما يحب لنفسه.
4- أدب إحترام المربي أو المعلم
الإحترام هو الأدب وليس الخوف لذلك إحترام المعلم أو المربي هو توقيره والتعامل بالألفاظ المهذبة وهكذا.
5- أدب الجوار
معاملة الجار معاملة حسنة من الأخلاق الحميدة التي يجب تربية الأبناء عليها، ومن أدب الجوار عدم رفع الصوت في أوقات الراحة، واحترام كبار السن، عدم إلقاء القمامة أمامهم، مشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم.
6- أدب الاستئذان
تعليم الأبناء أن الاستئذان يكون في كل مكان وفي كل وقت في البيت والشارع والمدرسة والجيران وفي الزيارات عند الأقارب، تربيتهم على البدء بالسلام وعدم الوقوف أمام المنزل مباشرة.
7- أدب الحديث
تربية الأطفال على الأخلاق وتعليمهم أن أداب الحديث من الأخلاق الحميدة وعنوان الاحترام والادب وهي عدم التدخل في كلام الكبار، كذلك عمد نقل الكلام للآخرين لأي سبب.
8- أدب مظهر الطفل
أن يتشبه في ملبسه بالرجال، ويحافظ على نظافة الملابس، وأن يحافظ على مظهره العام بالنظافة الشخصية والمظهر الحسن.
9- آداب الطعام والشراب
اتباع نمط النبي صلى الله عليه وسلم من البدء بذكر اسم الله وقراءة دعاء الطعام عند الأكل، الأكل من أمامك وعدم رفع الصوت أثناء الأكل.
10- آداب المشي والجلوس
إعطاء الطريق حقه، عدم الجلوس في الطرقات وعدم النظر على المارين أمامك، المشي في الشارع بأدب وتجبن الفخر والخيلاء.
ثانياً: خلق الحياء | تربية الأطفال على الأخلاق
تربية الأطفال على الأخلاق وخاصة خلق الحياء لأن الحياء دليل على كل ما هو حسن، وهو من الإيمان فإذا اتصف الطفل بالحياة منذ صغره فهذا دليل على اتصافه بكل ما هو حسن.
الحياء هو ترك كل ما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى، وهو الخوف والندم على ارتكاب المعاصي والذنوب، وهو حفظ الحواس وترك كل ما حرم الله.
تعليم الطفل أن الحياء لا يعني الخجل والهروب من مخالطة الناس والبعد عن الحياة الاجتماعية أو ترك حقه وعدم الجرأة على الحصول عليه، وإنما الحياء هو القدرة على فعل الصواب دون المبالغة في الخجل والصراحة.
ثالثاً: خلق الصدق والبعد عن الكذب | تربية الأطفال على الأخلاق
الصدق فضيلة من أهم الفضائل التي يجب علينا تربية الأطفال على الأخلاق وعليها، وهي دليل كامل للرقي، ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا.
يتربى الطفل على الصدق بالقدوة التي يراها أمامه ويقلدها، أي بوجود أبويه يتحرون الصدق ويقلعون عن الكذب بكافة الطرق حتى لو كلفهم هذا الأمر الكثير.
الطفل حسنة من حسنات أبيه أو سيئة من سيئاته، لذلك يجب على الأب أن يتجنب قول الفاحش والبذيء من الكلام أمام أطفاله، لأن من المستحيل أن يكذب المربي أو الوالد ويطلب من الابن أن يتحرى الصدق.
رابعاً- الأمانة والبعد عن الخيانة | تربية الأطفال على الأخلاق
يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا أمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" وكان الكفار في عهد النبي يلقبونه بالقوي الأمين لذلك على الآباء أن يهتموا بتربية الأطفال على الأخلاق ومنها خلق الأمانة ومن أهم مجالات الأمانة التي يجب تربية الأبناء عليها:
1- الحفاظ على الفطرة
رعاية الفطرة والحفاظ عليها حتى لا تنحرف أمانة، منعهم عن أصدقاء السوء، ومراقبة تصرفاتهم، معرفة الوجه التي يخرجون إليها قبل الخروج، وكذلك مراقبة قول وعمل الصدق.
2- حفظ حقوق الناس
هذا يتطلب توضيح للطفل أكثر حيث أن حقوق الناس ليست أشياء مادية فقط مثل الودائع والأمانات العينية بل الأسرار والمجالس من الحقوق أيضا ومن تربية الأطفال على الأخلاق توضيح أن حسن المعاملة والحفاظ على الكلمة والودائع من الأمانات.
خامساً خلق حفظ الأسرار | تربية الأطفال على الأخلاق
هو خلق يمكن تصنيفه تبع خلق الأمانة ولكن طرحناه منفردا حتى نبين مدى أهميته وتأثيره على تربية الأطفال على الأخلاق، لأن حفظ السر يعني شخصية متحكمة في قراراتهم هادئة، لا تتأثر بالمؤثرات الخارجيه.
كتم الأسرار لها فائدة كبيرة في حياتهم الحالية والمستقبلية، حيث تحافظ على سلامة والأسرة واستقلالها، وخلق مجتمع متحاب، ينشأ طفل حافظ ضابط اللسان، حافظا لحقوق الآخرين، قوي الإرادة، يحصد محبة الناس وثقتهم.
سادساً خلق العفو والتواضع وسلامة الصدر من الأحقاد | تربية الأطفال على الأخلاق
يربي الأب أطفاله على العفو من خلال معاملتهم بنفس الصفة أي معاملتهم بالعفو، تربية الأطفال على الأخلاق مثل العفو والتواضع وسلامة الصدر من الأحقاد يكون من خلال القدوة الحسنة والكلمة الطيبة، والتوجيه المستمر للأبناء، والمراقبة الرزينة.
الخلاصة
العلم بلا أخلاق جهل، لا يجب على الأب أن يهتم بالتعليم دون تربية الأطفال على الأخلاق، لذلك ضع في أساسيات تربيتك لأطفالك الأخلاق الحميدة وعليك أن تكون قدوة لهم قبل أن تفرض عليهم التعامل بالخلق نفسه.
جزاكي الله خيرا وبارك الله فيك وزادك علما يا دكتوره
ردحذفجزاكم الله خيراََ
ردحذف