يلجأ كثير من الآباء والأمهات إلى المعلمين ومدارس الروضة للإهتمام بأطفالهم وغرس مبادئ الإيمان و تنشئة الطفل تنشئة إسلامية متجاهلين دورهم الأساسي في التربية الإيمانية للطفل وغرس الصفات الحسنة بطريقة عملية وليس التلقين.
وفي هذا المقال سنوضح الدور الرئيسي للأسرة في التربية الإيمانية للطفل وما هي الواجبات والحقوق التي ينتظرها الطفل من أبويه.
هدف التربية الإيمانية للطفل
تهدف التربية الإيمانية إلى ربط الطفل وتعلقه بالله في كل أمور حياته الدينية والدنيوية حيث تقوم حياته على توحيد الخالق منذ نشوئه وتعزيز ذلك بممارسة العبادات وتعويده وتعليمه بالحفظ والفهم والاعتماد.
لماذا علينا الاهتمام بالتربية الإيمانية للطفل
1- لأن الأصل في حياة الإنسان هو الإسلام وأنه مصدر القوة والاطمئنان وهذا ما أكدت عليه الدراسات النفسية والفلسفية في تاريخ الحضارات.
2- ما آلت إليه الحضارات المعاصرة من مساوئ نحياها ناتجة عن ضعف التمسك بالقيم الإنسانية بسبب ضعف العقيدة لدى الأفراد.
3- ما يشكو منه مجتمعنا الحالي من تدني الأخلاق وضعف الروح المعنوية والتفريط في التعاون والمحبة والتماسك الأسري ونعتها بصفات أخرى.
4- لتكون أساس وعقيدة ثابتة لكثير من الشباب وقعوا في فخ الحيرة الفكرية بين كثرة التيارات المختلفة والدعوات المتعددة.
5- للحفاظ على الفطرة السليمة للإنسان التي يولد عليها والمحافظة على الهوية الإسلامية حيث أن التربية الإيمانية للطفل هنا تشكل جهاز دفاع قوي للحفاظ على ذلك.
مبادئ التربية الإيمانية للطفل
تقوم التربية الإيمانية للطفل على مبدأين أساسيين وهما
1-الإيمان
"وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر خيره وشره" وهذه النقطة هي النواة التي ينبني عليها بناء أخلاق وسلوك وأفكار وقيم الإنسان المسلم.
2- الالتزام بالفرائض
تأتي مباشرة بعد رسوخ الإيمان في القلب فالإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل والعمل هنا هو عمل الجوارح الذي يتمثل في العبادات.
كيف يستطيع المربي غرس أركان التربية الإيمانية والمحافظة على فطرة الطفل؟
أسس التربية الإيمانية للطفل
1- الحفاظ على الفطرة
تبدأ التربية الإيمانية بأول دقيقة في عمر الطفل وهي من خلال تلقينه كلمة التوحيد وهو الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى.
2- ترسيخ محبة الله
جُبل الطفل على التعلق بمن يُحسن إليه فلو عرف الطفل أن خالقه هو الله ورازقه هو الله ومن يطعمه هو الله فسوف يزداد حب الطفل لله والتعلق به.
3- طاعة الله ومراقبته في السر والعلن
غرس مراقبة الله عند الطفل يوقظ لدى الطفل الخوف من الله يبعده عن ارتكاب المعاصي ويحيى خُلق الحياء لديه.
4- اللجوء إلى الله وحسن الظن به
إن التربية الإيمانية للطفل في الصغر تُسهل عليه تلقي الأمور الإيمانية والعمل بها في الكبر.
5- تنمية الصلة بالله
الأساس في التربية الإيمانية للطفل هي تعلق الطفل وصلته بربه الدائمة ونرى هذا في تعويد الطفل على المحافظة على الصلوات وقراءة القرآن وحفظ قصار السور والدعاء في كل الأوقات.
6- غرس حب الرسول صلى الله عليه وسلم وترسيخه في نفس الطفل
لا تكتمل التربية الإيمانية للطفل إلا باتخاذ النبي قدوة له في كل أقواله وأفعاله وتعليمه السنن خطوة خطوة بالأمثلة العملية في المواقف التي يتعرض لها.
7- الإيمان بالملائكة
على الآباء أن يوضحوا لأطفالهم من هم الملائكة ومما خلقوا وما هو دورهم وأعمالهم. هذا سيكون له دور فعال في مراقبة الطفل لكل أعماله حتى لا تكتب عليه سيئة.
8- الإيمان بالكتب والرسل
نوضح للطفل كيفية الإيمان بالكتب السماوية جميعها وآخرها القرآن الكريم وهو الكتاب الشامل الملم بكل التعاليم السماوية الموجودة في الكتب السابقة وأنه موعظة للمتقين.
وكذلك يأتي الحوار حول الرسل ومن هم ولماذا بعثوا إلى أقوامهم وخاصة من ذكر منهم في القرآن الكريم ويكون الحوار على شكل قصصي حيث ينتبه الطفل ويتعلم أكثر.
9- الإيمان باليوم الآخر
نعرف الطفل ما هو اليوم الآخر وما أهميته ويكون الدخول إليه بأن هذا العالم سينتهي في يوم ما ويموت كل الخلائق وتتبدل الأرض والكواكب والشمس والنجوم ونذكر للطفل الأسماء المختلفة لليوم الآخر التي ذكرت في القرآن الكريم.
ومن هذه الأسماء يوم البعث، يوم النشور، يوم القيامة، يوم التلاق، الواقعة، الحاقة، الصاخة وغيرها ونوضح له أهمية هذا اليوم وهو اليوم الفصل الذي نعمل الخيرات من أجله ونبتعد عن المعاصي والسيئات.
10- الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى
يجب أن يتعلم الطفل معنى القضاء والقدر وكيف أنها نقطة فاصلة في عقيدة المسلم وتصحيح المعنى غير الصحيح للقدر من خلال التعليم العملي في المواقف المختلفة من رد فعل الوالدين عند التعرض للإبتلاء أو الشدائد أمام أطفالهم .
11- تعليم الطفل القرآن الكريم والسنة النبوية
إن من أساسيات التربية الإيمانية للطفل الاهتمام بتعليمه القرآن الكريم والبدء بحفظ قصار السور ثم السنة النبوية المطهرة واختيار الأحاديث التي توائم الموقف مع الطفل مثل الطعام والخروج والسفر وهكذا.
من الأمور المهمة المشجعة على حفظ وتلاوة القرآن الكريم اهتمام الأب بأولاده والاجتماع بهم ثم يقرؤوا أمامه من مصاحفهم ويصحح لهم ما أخطأوا فيه.
ومن الجميل أن من حسن التربية الإيمانية للطفل أن تُدعم بالهدايا من الأبوين فأن يهدي الأب لطفله مصحفا خاصا به يشجعه على التلاوة والحفظ فإذا أحسن القراءة والتجويد يهديه بهدية يحبها ويتمناها.
وعلى الآباء أيضا مسؤولية شرح أثر تعلم القرآن الكريم على حياتهم والثواب العظيم الذي ينتظرهم في الدنيا والآخرة والأفضل من ذلك عندما يشرح لهم الأب معنى الآيات والعمل بها.
وفي ظل هذا الجو الإيماني لا ننسى الحديث الشريف والسيرة النبوية الشريفة من أوقاتنا ودراسة مفاهيمها وحفظ الأحاديث من كتاب الأربعين النووية بالتبادل مع قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقص قصص أصحابه التي تعلمهم الأخلاق الحميدة و تبثها في نفوسهم.
وبذلك نبتعد كل البعد عن ما نجده في سلوك أبنائنا من العناد والعصبية والبعد عن الدين وترك الصلاة وعدم تقدير الوقت وما إلى ذلك من الصفات السيئة التي نعاني منها في سلوك أبنائنا.
مراحل تعويد الطفل على العبادة | كيف تكون التربية الإيمانية للطفل؟
تبدأ بحرص الأبوين على ترسيخ معنى العبودية في نفوس أطفالهم من خلال توضيح صفات الله الخالق الرازق المنعم على الإنسان وذكر نعم البصر والسمع والطعام والشراب وكيف نشكر الله عليها لأنها نعمة من الله ثم تأتي بعدها التربية على الأخلاق.
إذا وصل الطفل إلى مفهوم الشكر لله على النعم فتلك هي أولى مراحل العبادة الحقيقية التي تبدأ بعدها مرحلة التلقين حيث نوضح للطفل أن العبادة هي تلقي الأوامر من الله وحده وهي التزام شرع الله وهي التوجه إلى الله بكل الأعمال ابتغاء وجهه سبحانه وتعالى.
العبادة هي الصلاة والزكاة والصيام والحج وأداء الأمانات وصدق الحديث وبر الوالدين وصلة الرحم والدعاء والذكر والوفاء بالعهود وغيرها.
وعلى الأبوين الاهتمام بتعويد الطفل على الصلاة منذ صغره حتى وإن لم يفهم ما يؤدي أو يقول ثم عندما يصل إلى سن السابعة من عمره يبدأ معه الأب أو الأم بغرس المعنى العظيم للصلاة ولماذا نؤديها وكيفيتها وزرع أهميتها في نفس الطفل للحفاظ على التربية الإيمانية للطفل.
ماذا نجيب على الطفل عندما يسأل لماذا نعبد الله؟
يعبد الإنسان ربه لأن العبادة حق الله تعالى وهي مظهر لشكر نعم الخالق على عباده وهي عين الحرية وهي طريق لنيل محبة الله عز وجل هو الذي خلقنا وهو المستحق بعبادتنا.
ثمار التربية الإيمانية للطفل
1- المبادرة في فعل الخيرات لرضا الله عز وجل.
2- تقوية الوازع الداخلي الذي يضبط سلوك الطفل ويحافظ على أخلاقه.
3- إختفاء الظواهر السلبية وقلة المشكلات بين الأفراد.
4- قوة الإرادة وتطوير الذات.
5- الشعور بالرضا والطمأنينة.
6- التأثير الإيجابي على نفسه وعلى المجتمع.
7- الرغبة في الله والبعد عن الصراع على الدنيا وقصد رضا الله في كل عمل.
الخلاصة
التربية الإيمانية للطفل تبدأ منذ نعومة أظافره يقوم بها الوالدين أولا ثم بعد ذلك يستعينوا بمن هم خارج المنزل من المدارس والمراكز وغيرها.
علينا جميعا الاهتمام بأطفالنا وتربيتهم تربية صحيحة فهذا حقهم علينا وواجبنا نحوهم لأنهم أمانة الله في رقابنا وسنحاسب أمام الله على تقصيرنا في حقهم.
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب رأيك في الموضوع.