يُعاني الآباء والأمهات من عدم معرفتهم كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي، لذلك أضع هذا المقال بين أيديكم واستعرض فيه الأسباب والاستراتيجيات الفعالة.
ما هو السلوك العنيد والعصبي عند الأطفال؟
الطفل العنيد ليس طفل فاشل أو عاق بل هو طفل يفتقد المعاملة الصحيحة الحكيمة التي تقوده إلى تجنب العناد والعصبية.
والعناد هنا يعني رفض الطفل طاعة الأوامر الصادرة له من ولي الأمر أو من الكبير بصفة عامة سواء كان مدرس أو قريب.
يتطور هذا السلوك عند الأطفال عندما يتلقى من المربي تعامل غير صحيح حيث أن المربي يجهل التعامل مع الطفل العنيد والعصبي.
فيتحول إلى سلوك لدى الطفل ويتم مقابلته من جهة الآباء والكبار بالعنف والانفعال والضرب.
أسباب العناد والعصبية عند الأطفال
ينبغي على الآباء معرفة أسباب العناد والعصبية عند الأطفال لمعرفة التعامل مع الطفل العنيد والعصبي والعمل على حلها بسرعة حتى لا تتطور أكثر.
تنقسم إلى عدة أسباب على المستوى النفسي أو البيئي أو الوراثي.
١- الأسباب النفسية والعاطفية
- الضغوط النفسية عامل أساسي
تؤثر على الطفل بشكل سلبي وتؤدي إلى العناد والعصبية.
- تلبية طلبات الطفل دون توقف
وزيادة التدليل تُنشأ طفل صاحب أمر مجاب، يظهر عليه العصبية والعناد عند عدم تنفيذ أوامره.
- الحرمان العاطفي لدى الأطفال
يُوقع الطفل في مشاكل العناد والعصبية التي ليس لها حدود إن لم يلحق بها الأبوين ويجهلها كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي.
- عدم إشباع رغبات الطفل
من المتطلبات الأساسية مثل الطعام والشراب والنوم وغيره فيكون العناد والعصبية رد فعل طبيعي للجسم.
- وصف الطفل بأنه عنيد وعصبي
كانوا يقولون إذا أردت أن تزرع صفة في شخص ما ألصقه بها دائما، لذلك وصف الطفل بأنه عنيد دائما تجعله بالفعل عنيد وعصبي.
وهذا يتنافى مع قواعد التعامل مع الطفل العنيد والعصبي ولكن علينا وصفه بالصفات الطيبة مثل الشجاعة والحلم والخلق الكريم وهذا من أساسيات التربية الإيمانية للطفل.
- التعرض للتهميش من الأسرة
مثلا اذا رُزقت الأسرة بطفل صغير، فيكون الاهتمام به زائد وإهمال الطفل الكبير واضح جدا وتهميش مكانته ودوره لذلك ينتج عن هذا السلوك العصبية والعناد كرد فعل من الطفل.
- محاولة لفت انتباه أولياء الأمور والتطلع إلى الحصول على المزيد من الاهتمام
يقوم الطفل بفعل أمور تبدو كأنها أمور عصبيه وعنيده لكي يلفت انتباههم واهتمامهم.
- عدم شعور الطفل بالأمان بين أسرته
إحساس الطفل بالظلم والقهر من الأوامر التعجيزية التي توجه إليه من أبويه غير مدركين مدى خطورة هذا التعامل يؤدي إلى رد فعل عكسي عند الطفل.
يلجأ الطفل إلى العناد كرد فعل وإعلان منه عن رفضه لهذا السلوك من الأبوين ولذلك يجب على الأبوين معرفة التعامل مع الطفل العنيد والعصبي لحل هذه المشكلة.
٢- العوامل البيئية
- التقليد الأعمى للآباء
الأبناء مرآة الآباء يقوم الأبناء عادة بتقليد ما يفعله الآباء أمامهم بدون وعي منهم لما يفعلونه. لذلك وجب على الآباء الحذر من كل فعل أو حركة يقومون بها أمام الأطفال، لذلك يتوجب أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع الطفل العنيد والعصبي.
-مشاهدة الهاتف والتليفزيون
دون رقابة صارمة من الآباء يضع الطفل أمام محتوى ومشاهد غير لائقة بعمر الطفل. يقلد الطفل هذه المشاهد دون علم بخطورتها فتربي لديه سلوك سيء مثل العناد والعصبية.
- ضيق المنزل
يتسبب هذا الأمر بكثرة توجيه الأوامر للطفل بعدم الحركة ومنعه من الحرية خوفا على أثاث المنزل لعدم وجود مساحات واسعة للحركة.
فيلجأ الطفل للعناد ردا منه على سلوك الأبوين تجاهه.
٣- العوامل الوراثية
يغفل الكثير منا عن العوامل الوراثية التي تُعد من أهم عوامل وأسباب العناد والعصبية عند الأطفال، يرى الكثير منا سلوك العناد والعصبية عند الكبار ثم يلوموني الأطفال على تقليدهم لهذا السلوك.
لا يفكرون مجرد التفكير أن هذا السلوك ربما يكون وراثي ويُلقون التهم على الطفل لجهلهم كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي
ولكي تُحل هذه المشكلة القديمة والحديثة التي يٌعاني منها الكثير يجب على الجميع معرفة سبب العناد والعصبية عند الأطفال كما ذكرنا سابقا.
بمعرفة الأسباب نكون قد عالجنا 50% من المشكلة ويتبقى طريقة التعامل مع الطفل بناءا على السبب الذي دفع به إلى هذا السلوك.
١- التواصل الفعال
التواصل الفعال مع الطفل ينقسم إلى تواصل لفظي تواصل غير لفظي.
التواصل هنا يصلح علاقة الطفل مع أبويه ويُعيد له الشعور بالاهتمام والأمان وينمي لديه مهارات عدة كلها تصلح لعلاج العناد والعصبية عند الأطفال.
ومن صور التواصل مع الطفل العنيد والعصبي ما يلي:-
- الإنصات للطفل أثناء التحدث.
- النظر إلى عينيه باهتمام أثناء التحدث.
- قضاء وقت ممتع مع الطفل للعب والمرح معا.
- الإفصاح عن المشاعر الداخلية تجاه الطفل.
- تشجيع الطفل عندما يبادر بسلوك حسن.
- عدم المبالغة في المكافأة.
٢- تعزيز السلوك الإيجابي
عنصر مهم من عناصر التعامل مع الطفل العنيد والعصبي وذلك لأن السلوك الذي يصدر من الطفل سواء كان إيجابي أم سلبي يحتاج مدح أو تقويم.
لذلك عليك أيها الأب وانتِ أيضا أيتها الأم تربية ابنك على الأخلاق ومدح ابنك دائما بالصفات الحسنة التي تودين أن تزرعيها في شخصيته. تشجيع الطفل على عمل السلوك الإيجابي وتوضيح أهميته ونتائج التي تعود عليه بأسلوب يفهمه الطفل بدون تهديد أو عنف. مكافأة الطفل بشيء يحبه عند القيام بسلوك جيد وتنفيذ أي وعود اتفقتم عليها فيما بينكم.
٣- وضع حدود واضحة
لنجاح التعامل مع الطفل العنيد والعصبي عليك التعامل ببعض الصراحة والوضوح في المواقف التي تلزم ذلك.وليس معنى الصراحة هنا هو العنف ولكن أعني الحدود التي يجب ألا يتعداها مهما كان.
توضيح وشرح القواعد التي يسير المنزل عليها، ماهي واجباته؟ وما هي حقوقه؟على الطفل أن يلتزم بهذه الحدود، ولكي يلتزم بها يجب أن يرى أبويه ملتزمين بما يقولون وما يفعلون كما قلنا سابقا الأبناء مرآة الآباء.
٤- استخدام تقنيات التهدئة من أجل التعامل مع الطفل العنيد والعصبي
عندما يدخل الطفل في نوبة العصبية والعناد عليك أيها المربي أن تهدأ تماما لا تناقشه ولا تقف أمامه وتتعامل بنفس الأسلوب العناد والعنف والتهديد.أفضل الأساليب للتعامل في هذا الوقت هي التهدئة، كل ابن من أبنائنا له مفتاح وكل منا يعرف مفتاحه ونقطة ضعفه.
عليك أن تبدأ بهذه الناحية التي تؤثر فيه ايجابيا لكي تسحبه من منطقة العنف والعناد بهدوء وتذهب به إلى منطقة وسطية يستطيع أن يسمعك ويتجاوب فيها معك.
وإذا نجحت في الوصول به إلى منطقة الأمان فأنت المربي الفاضل الذي نبحث عنه ونتمنى إيجاده في كل منزل.
نصائح للأمهات والآباء عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي
١- الصبر والتفهم.
٢- تقديم الدعم العاطفي.
٣- التعاون بين الآباء وتوفير بيئة مستقرة.
٤- عدم إرغام الطفل على فعل الأشياء التي لا يحب القيام بها.
٥- تقديم أكثر من خيار للطفل ليقوم بالمهمة المطلوبة منه.
٦- زرع الثقة في نفسه وأخذ رأيه في بعض الأمور.
٧- جذب انتباه الطفل عند التحدث إليه.
نصائح للمعلمين عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي
بالنسبة للمعلم عليه أن يعرف سبب العناد والعصبية عند الطفل هل السبب زملائه أم هناك سبب آخر.إذا كان السبب التنمر من الزملاء فعلى المدرس فصل الطلاب بعيدا عن بعضهم.وسنعرض هذه النقطة مفصلة أكثر فيما بعد.
الخلاصة
إن التعامل مع الطفل العنيد والعصبي ليس بالأمر السهل، ولكنه يحتاج مزيد من الهدوء والتحكم في الأعصاب والتعامل بتربية وحيادية أكثر.
الطفل العنيد ليس طفل غبياً بل هو ذكي للغاية يتفنن في جذب أنظار من حوله والاهتمام به فهو يحتاج اهتمام ورعاية وحب وحنان أكثر.
ممتاز سلمت يداك
ردحذفكلام كبير اوي اوي 🥰🥰
ردحذفهطبق كل ده .
ردحذف